بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على محمد و آله الطاهرين.
ثوابصيام شعبان
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله و قد تذاكروا عنده فضائل شعبان فقال شهر شريف و هو شهري و حملة العرش تعظمه و تعرف حقه و هو شهر يزاد فيه أرزاق المؤمنين و هو شهر العمل فيه يضاعف الحسنة بسبعين و السيئة محطوطة والذنب مغفور و الحسنة مقبولة و الجبار جل جلاله يباهى فيه بعباده و ينظر إلى صيامه وصوامه و قوامه و قيامه فيباهي به حملة العرش فقام علي ابن أبي طالب عليه السلام فقال : بأبي أنت و أمي يا رسول الله صف لنا شيئا من فضائله لتزداد رغبة في صيامه و قيامه ولنجتهد للجليل عز و جل فيه .
فقال النبي صلى الله عليه و آله : من صام أول يوم من شعبان كتب الله له سبعين حسنة تعدل عبادة سنة : و من صام يومين من شعبان حطت عنه السيئة الموبقة . و من صام ثلاثة أيام من شعبان رفع له سبعين درجة في الجنان من در و ياقوت . و من صام أربعة من شعبان وسع عليه في الرزق . و من صام خمسة أيام من شعبان حبب إلى العباد . و من صام ستة أيام من شعبان صرف عنه سبعون لوناً من البلاء . و من صام سبعة أيام من شعبان عصم من إبليس وجنوده دهر و عمره . و من صام ثمانية أيام من شعبان لم يخرج من الدنيا حتى يسقى من حياض القدس . و من صام تسعة أيام من شعبان عطف عليه منكر و نكير عندما يسألانه . و من صام عشرة أيام من شعبان وسع الله عليه قبره سبعين ذراعا . و من صام أحد عشر يوما من شعبان ضرب على قبره احدى عشرة منارة من نور . و من صام اثنى عشر يوما من شعبان زاره في قبره كل يوم سبعون ألف ملك إلى النفخ في الصور . و من صام ثلاثة عشر يوما من شعبان استغفرت له ملائكة سبع سماوات ، و من صام أربعة عشر يوما من شعبان ألهمت الدواب و السباع حتى الحيتان في البحور أن يستغفروا له . و من صام خمسة عشر يوما من شعبان ناداه رب العزة لا أحرقك بالنار . و من صام ستة عشر يوما من شعبان أطفئ [1] عنه سبعون بحرا من النيران . و من صام سبعة عشر يوما من شعبان أغلقت عنه أبواب النيران كلها . و من صام ثمانية عشر يوما من شعبان فتحت له أبواب الجنان كلها . و من صام تسعة عشر يوما من شعبان أعطى سبعين ألف قصر من الجنان من در وياقوت و من صام عشرين يوما من شعبان زوج سبعين ألف زوجة من الحور العين . و من صام أحد و عشرين يوما من شعبان رحبت له الملائكة و مسحته بأجنحتها . و من صام اثنين و عشرين يوما من شعبان كسي سبعين حلة من سندس و إستبرق . و من صام ثلاثة و عشرين يوما من شعبان أتى بدابة من نور حين ( عند خ ل ) خروجه من قبره فيركبها طيارا إلى الجنة . و من صام أربعة وعشرين يوما من شعبان أعطى برائة من النفاق . و من صام خمسة و عشرين يوما من شعبان شفع في سبعين ألف من أهل توحيد . و من صام ستة و عشرين يوما من شعبان كتب الله له جوازا على الصراط . و من صام سبعة و عشرين يوما من شعبان كتب له برائة من النار و من صام ثمانية و عشرين يوما من شعبان يهلل وجهه يوم القيامة و من صام تسعة و عشرين يوما من شعبان نال رضوان الله الأكبر و من صام ثلاثين يوما من شعبان ناداه جبرئيل من قدام العرش يا هذا استأنف العمل عملا جديدا فقد غفر لك ما مضى و تقدم من ذنوبك و الجليل عز و جل يقول : لو كان ذنوبك عدد نجوم السماء و قطر الأمطار و ورق الأشجار و عدد الرمل و الثرى و أيام الدنيا لغفرتها لك و ما ذلك على الله بعزيز بعد صيامك شهر شعبان قال ابن عباس : هذا لشهر شعبان [2] .
الاستعداد ليلة النصف منشعبان
قال السيد ابن طاووس : فيما نذكره من عمل الليلة النصف من شعبان اعلم إننا ذاكرون من أعمال هذه الليلة السعيدة ، بعض ما رويناه و رأيناه من العبادات الحميدة ، و نجعلها بين يديك ، فاختر لنفسك ما قد عرض لك الله جل جلاله من السعادة بذلك عليك ، فسيأتي وقت يطوى فيه بساط الحياة بيد الوفات ، و يطوي فيه صحائف الأعمال ، فلا تقدر على الزيادة في الإقبال . و ان توقفت نفسك عن العمل بجميع ما ذكرناه ، أو تكاسلت و اشتغلت بما ضره أكثر من نفعه ، أو بما لا بقاء لنفعه من شواغل دار الزوال ، فحدثها بما نذكره من المثال ، فتقول : ما تقول لو ان بعض ملوك دار الفناء احضرك مع الجلساء ، و قدم بين يديك خلعا مختلفة السعود و أموالا مختلفة النقود ، و كتبا بأملاك و عقار و تواقيع بولايات صغار و كبار ، و أنت محتاج إلى شئ من هذه السعادات المبذولات . فمهما كنت فاعلا من الاستقصاء في طلب غايات تلك الزيادات ، فليكن اهتمامك بما عرضه الله جل جلاله عليك ، و احضره في هذه الليلة بين يديك من خلع دوام اقبالك و تمام آمالك و مساكنك الباقية التي تحتاج إليها ، و الذخائر التي تعلم انك قادم عليها على قدر اهتمامك بما بذله سلطان الدنيا لك و عرضه عليك ، و بقدر التفاوت بين فناء المواهب الدنيا الزائلة و دوام بقاء مطالب الآخرة الكاملة . و الا متى نشطت عند العاجل و كسلت عند الآجل ، فكأنك لست مصدقا بالبدل الراجح و الرسول الناصح ، و انك مصدق بذلك المطلوب ، لكنك سقيم بعيوب القلوب و الذنوب ، فأنت كالمقيد المحجوب أو المطرود المغلوب ، فاشتغل رحمك الله بدواء أسقامك و ثبوت أقدامك [3] .
إحياء أربع ليالي
روى الحميري عن السندي بن محمد ، عن وهب بن وهب القرشي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي ، قال : " كان يعجبه أن يفرغ الرجل نفسه أربع ليال من السنة : أول ليلة من رجب ، و ليلة النحر ، و ليلة الفطر ، و ليلة النصف من شعبان " [4] .
و روى الشيخ الصدوق قال : حدثنا أبي رحمه الله قال : حدثنا أحمد بن إدريس قال : حدثنا محمد بن يحيى قال : حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبد الله عن أبيه عن وهب بن وهب عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام قال : كان علي عليه السلام يعجبه أن يفرغ نفسه أربع ليال من السنة : أول ليلة من رجب و ليلة النحر و ليلة الفطر و ليلة النصف من شعبان [5] .
و عن إسماعيل بن موسى بن جعفر ، عن أبيه قال : كان علي ( عليه السلام ) يقول : يعجبني أن يفرغ الرجل نفسه في السنة أربع ليال : ليلة الفطر و ليلة الأضحى و ليلة النصف من شعبان ، و أول ليلة من رجب . و عن إسحاق بن عمار ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، مثله [6] .
و عن الحارث بن عبد الله ، عن علي ( عليه السلام ) قال : إن استطعت أن تحافظ على ليلة الفطر و ليلة النحر و أول ليلة من المحرم و ليلة عاشوراء و أول ليلة من رجب و ليلة النصف من شعبان فافعل ، و أكثر فيهن من الدعاء و الصلاة و تلاوة القرآن [7] .
ثلاث ليال مهمة
و عن سعد بن سعد ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال : كان علي ( عليه السلام ) لا ينام ثلاث ليال : ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان ، و ليلة الفطر ، و ليلة النصف من شعبان ، و فيها تقسم الأرزاق و الآجال و ما يكون في السنة . و رواه المفيد في ( مسار الشيعة ) مرسلا ، نحوه [8] .
فضل ليلة النصف منشعبان
محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن حريز ، عن زرارة قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : ما تقول في ليلة النصف من شعبان ؟ قال : يغفر الله عز و جل فيها من خلقه لأكثر من عدد شعر معزى كلب ، و ينزل الله عز و جل فيها ملائكته إلى السماء الدنيا و إلى الأرض بمكة [9] .
أفضل ليلة بعد ليلة القدر
عن جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) قال : سئل الباقر ( عليه السلام ) عن فضل ليلة النصف من شعبان ؟ فقال : هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر ، فيها يمنح الله العباد فضله ، و يغفر لهم بمنه ، فاجتهدوا في القربة إلى الله فيها ، فإنها ليلة آلى الله على نفسه أن لا يرد سائلا سأله فيها ما لم يسأله معصية ، و انها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبينا ( صلى الله عليه و آله ) ، فاجتهدوا في الدعاء و الثناء على الله ، فانه من سبح الله فيها مائة مرة و حمده مائة مرة و كبره مائة مرة غفر الله تعالى له ما سلف من معاصيه ، و قضى له حوائج الدنيا و الآخرة ما التمسه منه ، و ما علم حاجته إليه و إن لم يلتمسه منه كرما منه تعالى و تفضلا على عباده . قال أبو يحيى : فقلت لسيدنا الصادق ( عليه السلام ) : أي الادعية فيها ؟ فقال : إذا أنت صليت العشاء الاخرة فصل ركعتين اقرأ في الأولى الحمد و سورة الجحد و هي ( قل يا أيها الكافرون ) ، و اقرأ في الركعة الثانية بالحمد و سورة التوحيد و هي ( قل هو الله أحد ) ، فإذا سلمت قلت : سبحان الله ، ثلاثا و ثلاثين مرة ، و الحمد لله ، ثلاثا وثلاثين مرة ، و الله أكبر ، أربعا و ثلاثين مرة ، فإذا فرغ سجد و يقول : يا رب ، عشرين مرة يا محمد ، سبع مرات ، لا حول و لا قوة إلا بالله ، عشر مرات ، ما شاء الله ، عشر مرات ، لا قوة إلا بالله ، عشر مرات ثم تصلي على النبي محمد و آله وتسأل الله حاجتك ، فو الله لو سألت بها بفضله و كرمه عدد القطر لبلغك الله إياها بكرمه و فضله [10] .
من أفضل الليالي
تفسير الإمام ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : ( إن لله عز و جل خيارا من كل ما خلقه ، فأما خياره من الليالي فليالي الجمع ، و ليلة النصف من شعبان ، و ليلة القدر ، و ليلة العيدين ، و أما خياره من الأيام فأيام الجمع ، و الأعياد ) [11] .
تفسير الإمام ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : " إن لله خيارا من كل ما خلقه ، فله من البقاع خيار ، و له من الليالي و الأيام خيار ، و له من الشهور خيار ، و له من عباده خيار ، و له من خيارهم خيار ، فأما خياره من البقاع فمكة و المدينة و بيت المقدس ، و أما خياره من الليالي فليالي الجمع ، و ليلة النصف من شعبان ، و ليلة القدر ، وليلتا العيد ، وأما خياره من الأيام ، فأيام الجمعة و الأعياد ، و أما خياره من الشهور ، فرجب و شعبان و شهر رمضان ـ إلى أن قال ـ و إن الله عز و جل اختار من الشهور ، شهر رجب و شعبان و شهر رمضان ، فشعبان أفضل الشهور ، إلا مما كان من شهر رمضان ، فإنه أفضل منه ، و إن الله عز و جل ينزل في شهر رمضان من الرحمة ، ألف ضعف ما ينزل في سائر الشهور [12] .
نزول الملائكة بمكة
روى حريز ، عن زرارة قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : " ما تقول في ليلة النصف من شعبان ؟ قال : يغفر الله عز و جل فيها من خلقه لأكثر من عدد شعر معزى كلب [13] و ينزل الله عز و جل ملائكته إلى السماء الدنيا و إلى الأرض بمكة " [14] .
و عن حمزة بن حمران عن أبى عبد الله عليه السلام قال : لما أن كانت ليلة النصف من شعبان ظنت الحميراء أن رسول الله صلى الله عليه و آله قام إلى بعض نسائه فدخلها من الغيرة ما لم تصبر حتى قامت و تلففت بشملة لها و أيم الله ما كان خزا و لا ديباجا و لا كتانا و لا قطنا و لكن كان في سداه الشعر و لحمته أوبار الابل فقامت طلبت رسول الله في حجر نسائه حجرة حجرة فبينما هي كذلك إذا نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه و آله ساجدا كالثوب الباسط على وجه الأرض فدنت منه قريبا فسمعته و هو يقول : ( سجد لك سوادي و جناني و آمن بك فؤادي و هذه يداي و ما جنيت بهما على نفسي يا عظيم يرجى لكل عظيم اغفر لي الذنب العظيم فانه لا يغفر الذنب العظيم إلا العظيم ) ثم رفع رأسه ثم عاد ساجدا فسمعته و هو يقول : ( أعوذ بنور وجهك الذي أضائت له السموات و الأرضون و تكشفت له الظلمات و صلح عليه أمر الأولين و الآخرين من فجاة نقمتك و من تحويل عافيتك و من زوال نعمتك اللهم أرزقني قلبا تقيا نقيا من الشرك بريئا لا كافرا و لا شقيا ) ثم وضع خده على التراب و يقول : ( أعفر وجهي في التراب و حق لي أن أسجد لك ) فلما همم الانصراف هرولت المرأة إلى فراشها فأتى رسول الله صلى الله عليه و آله فراشها و إذا لها نفس عال فقال لها رسول الله صلى الله عليه و آله ما هذا النفس العالي أما تعلمين أي ليلة هذه الليلة النصف من شعبان فيها يكتب آجال و فيها تقسم أرزاق و ان الله عز و جل ليغفر في هذه الليلة من خلقه أكثر من عدد شعر معزى بني كلب و ينزل الله عز و جل ملائكته إلى السماء الدنيا و الى الأرض بمكة .
الصحيح عند أهل بيت عليهم السلام ان كتب الآجال و قسمة الأرزاق يكون في ليلة القدر ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان [15] .
قال السيد ابن طاووس :
إن قيل : ما تأويل أن ليلة نصف شعبان يقسم الآجال و الأرزاق ، و قد تظافرت [16] الروايات أن تقسيم الآجال و الأرزاق ليلة القدر في شهر رمضان ؟
فالجواب : لعل المراد أن قسمه الآجال و الأرزاق التي يحتمل أن تمحي و تثبت ليلة نصف شعبان ، و الآجال و الأرزاق المحتومة ليلة القدر ، أو لعل قسمتها في علم الله جل جلاله ليلة نصف شعبان و قسمتها بين عباده ليلة القدر ، أو لعل قسمتها في اللوح المحفوظ ليلة نصف شعبان و قسمتها بتفريقها بين عباده ليلة القدر . أو لعل قسمتها في ليلة القدر و في ليلة النصف من شعبان أن يكون معناه ان الوعد بهذه القسمة في ليلة القدر كان في ليلة نصف شعبان ، فيكون معناه أن قسمتها ليلة القدر كان ابتداء الوعد به أو تقديره ليلة نصف شعبان ، كما لو أن سلطانا وعد إنسانا أن يقسم عليه الأموال [17] في ليلة القدر و كان وعده به ليلة نصف شعبان ، فيصح أن يقال عن الليلتين ، أن ذلك قسم فيهما [18] .
ما يستحب العمل به ليلة النصف منشعبان
1 ـ استحبابالغسل :
عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : صوموا شعبان و اغتسلوا ليلة النصف منه ، ذلك تخفيف من ربكم و رحمة [19] .
2 ـ إحياؤها بالعبادة :
كما تقدم في كثر من رواية ، و جاء أيضاً عن زيد بن علي قال : كان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) يجمعنا جميعا ليلة النصف من شعبان ، ثم يجزي الليل أجزاء ثلاثة ، فيصلي بنا جزءا ، ثم يدعو فنؤمن على دعائه ، ثم يستغفر الله و نستغفره ، و نسأله الجنة حتى ينفجر الفجر [20][21]
3 ـ استحباب زيارة الإمام الحسين عليهالسلام :
و قد وردت في الحث على زيارته عليه السلام و الحضور إلى مشهده المبارك الروايات الكثيرة و ليس ذلك إلا لأنه يمثل قلب الأمة النابض و عنوان عزتها و كرامتها و زيارته من قريب أدنى أو بعيد أقصى يدل على أن الأمة لازالت حية و في عنفوان قوتها و ترفض أنواع الظلم و العدوان و الاستبداد و لا تخضع و لا تركع إلا لله عز و جل .
ثواب زيارةالحسين ( عليه السلام ) في النصف من شعبان
جاء في الصحيح عن محمد بن أبي عمير ، عن زيد الشحام ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : من زار قبر الحسين ( عليه السلام ) في النصف من شعبان غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر [22] .
و يؤيده روايات أخرى بأسانيد متعددة :
منها ما رواه الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا كان النصف من شعبان نادى مناد من الأفق الأعلى : ألا زائري قبر الحسين ارجعوا مغفورا لكم و ثوابكم على ربكم و محمد نبيكم [23] .
و قال ابن قولويه : حدثني أبي و علي بن الحسين و محمد بن يعقوب رحمهم الله جميعا ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه [24] ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا كان ليلة النصف من شعبان نادي مناد من الأفق الأعلى : زائري الحسين ارجعوا مغفورا لكم ، ثوابكم على ربكم و محمد نبيكم [25] .
و قال أيضا :حدثني أبي رحمه الله و جماعة مشايخي ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن الحسين ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن صندل ،
عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا كان النصف من شعبان نادي مناد من الأفق الأعلى : زائري الحسين ارجعوا مغفورا لكم ، ثوابكم على ربكم و محمد نبيكم [26] .
و روى الصدوق بسنده إلى هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال : " إذا كان النصف من شعبان نادى مناد من الأفق الأعلى : يا زائري قبر الحسين ارجعوا مغفورا لكم ثوابكم على ربكم و محمد نبيكم " [27] .
قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : من زار الحسين ( عليه السلام ) ليلة النصف من شعبان و ليلة الفطر و ليلة عرفة في سنة واحدة كتب الله له ألف حجة مبرورة و ألف عمرة متقبله ، و قضيت له ألف حاجة من حوائج الدنيا و الآخرة [28] .
عن زيد الشحام ، عن جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) ، قال : من زار الحسين ( عليه السلام ) ليلة النصف من شعبان غفر الله له ما تقدم من ذنوبه و ما تأخر ، و من زاره يوم عرفة كتب الله له ثواب ألف حجة متقبلة و ألف عمرة مبرورة ، و من زاره يوم عاشوراء ، فكأنما زار الله فوق عرشه [29] .
و روى ابن قولويه قال : حدثني ابي رحمه الله و جماعة مشايخي ، عن سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن علي الزيتوني و غيره ، عن احمد بن هلال ، عن محمد بن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، و الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قالا : من أحب أن يصافحه مائة ألف نبي و أربعة و عشرون ألف نبي فليزر قبر أبي عبد الله الحسين بن علي ( عليهما السلام ) في النصف من شعبان ، فان أرواح النبيين ( عليهم السلام ) يستأذنون الله في زيارته ، فيؤذن لهم ، منهم خمسة أولوا العزم من الرسل ، قلنا : من هم ، قال : نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و محمد صلى الله عليهم أجمعين ، قلنا له : ما معنى أولي العزم ، قال : بعثوا إلى شرق الأرض و غربها ، جنها و انسها [30] .
و روى صافي البرقي [31] ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال :
من زار أبا عبد الله ( عليه السلام ) ثلاث سنين متواليات لا فصل فيها في النصف من شعبان غفر له ذنوبه [32] .
و بإسناده ، عن داود بن كثير الرقي ، قال : قال الباقر ( عليه السلام ) : زائر الحسين ( عليه السلام ) في النصف من شعبان يغفر له ذنوبه و لن يكتب عليه سيئة في سنة حتى يحول عليه الحول ، فان زار في السنة المقبلة غفر الله له ذنوبه [33] .
هذا ليس علة تامة و إنما هو على نحو المقتضي أي يوجد استعداد لغفران الذنوب خصوصا التي بينه و بين الله و أما التي بينه و بين العباد لابد من أدائها و رضا الآخرين .
و قال ابن قولويه : حدثني أبي و علي بن الحسين و جماعة مشايخي عن سعد ابن عبد الله ، عن احمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد [34] ، عن يونس بن ظبيان ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : من زار الحسين ( عليه السلام ) ليلة النصف من شعبان و ليلة الفطر و ليلة عرفة في سنة واحدة ، كتب الله له ألف حجة مبرورة ، و ألف عمرة متقبلة ، و قضيت له ألف حاجة من حوائج الدنيا و الاخرة [35] .
صلاة ليلة النصف شعبان ،وكيفيتها
4ـ صلاة أربعركعات :
علي بن محمد رفعه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا كان النصف من شعبان فصل أربع ركعات تقرء في كل ركعة الحمد و قل هو الله أحد مائة مرة فإذا فرغت فقل : " اللهم إني إليك فقير و إني عائذ بك و منك خائف و بك مستجير ، رب لا تبدل اسمي رب لا تغير جسمي ، رب لا تجهد بلائي أعوذ بعفوك من عقابك و أعوذ برضاك من سخطك و أعوذ برحمتك من عذابك و أعوذ بك منك جل ثناؤك أنت كما أثنيت على نفسك و فوق ما يقول القائلون " [36] .
و روى هذه الرواية الشيخ الطوسي بسنده عن علي بن محمد رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا كان ليلة النصف من شعبان فصل أربع ركعات تقرأ في كل ركعة الحمد و قل هو الله احد مائة مرة فإذا فرغت فقل : ( اللهم إني إليك فقير و اني عائذ بك و منك خائف و بك مستجير ، رب لا تبدل اسمي ولا تغير جسمي ، رب لا تجهد بلائي و لا تشمت بي أعدائي ، أعوذ بعفوك من عقابك ، و أعوذ برضاك من سخطك ، و أعوذ برحمتك من عذابك ، و أعوذ بك منك جل ثناؤك أنت كما أثنيت على نفسك و فوق ما يقول القائلون ) قال : و قال أبو عبد الله عليه السلام : يوم سبعة و عشرين من رجب نبئ فيه رسول الله صلى الله عليه و آله من صلى فيه أي وقت شاء اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة بأم القرآن و سورة مما تيسر فإذا فرغ و سلم جلس مكانه ، ثم قرأ أم القرآن أربع مرات و المعوذات الثلاث كل واحدة أربع مرات فإذا فرغ و هو في مكانه قال : ( لا اله إلا الله و الله اكبر و الحمد لله و سبحان الله و لا حول و لا قوة إلا بالله ) اربع مرات ثم يقول : ( الله الله ربي و لا أشرك به شيئا ) أربع مرات ثم يدعو فلا يدعو بشئ إلا استجيب له في كل حاجة إلا أن يدعو في جائحة [37] قوم أو قطيعة رحم [38] .
و عن أبي يحيى ، عن أبى جعفر و أبي عبد الله ( عليهما السلام ) قال : و رواه عنهما ثلاثون رجلا ممن يوثق بهم ، قالا : و إذا كان ليلة النصف من شعبان فصل أربع ركعات ، تقرأ في كل ركعة الحمد مرة و ( قل هو الله أحد ) مأة مرة ، فإذا فرغت فقل ، و ذكر الدعاء [39] .
5ـ يرى منزله في الجنة :
عن عمرو بن ثابت ، عن محمد بن مروان ، عن الباقر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : من صلى ليلة النصف من شعبان مائة ركعة ، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة و ( قل هو الله أحد ) عشر مرات لم يمت حتى يرى منزله من الجنة أو تري له .
6 ـ صلاة رؤية الرسول فيالمنام :
عن التلعكبري ، عن سالم مولى أبي حذيفة قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : من تطهر ليلة النصف من شعبان فأحسن الطهر و لبس ثوبين نظيفين ثم خرج إلى مصلاه فصلى العشاء الآخرة ، ثم صلى بعدها ركعتين ، يقرأ فأول ركعة الحمد و ثلاث آيات من أول البقرة ، و آية الكرسي و ثلاث آيات من آخرها ، ثم يقرأ في الركعة الثانية الحمد و ( قل أعوذ برب الناس ) سبع مرات ، و ( قل أعوذ برب الفلق ) سبع مرات و ( قل هو الله أحد ) سبع مرات ، ثم يسلم و يصلي بعدها أربع ركعات ، يقرأ في أول ركعة يس ، و في الثانية حم الدخان ، وفي الثالثة الم السجدة ، و في الرابعة ( تبارك الذي بيده الملك ) ، ثم يصلي بعدها مائة ركعة ، ، يقرأ في كل ركعة ب ( قل هو الله أحد ) عشر مرات و الحمد مرة واحدة قضى الله له ثلاث حوائج ، إما في عاجل الدنيا أو في آجل الآخرة ، ثم إن سأل أن يراني من ليلته يراني [40] .
7 ـ صلاة أربع ركعات أخرى :
و عن محمد بن صدقة العنبري ، عن موسى بن جعفر [41] ( عليه السلام ) قال : الصلاة ليلة النصف من شعبان أربع ركعات ، تقرأ في كل ركعة الحمد مرة ، و ( قل هو الله أحد ) مائتين و خمسين مرة ، ثم تجلس و تتشهد و تسلم و تدعو بعد التسليم ، و ذكر الدعاء [42] .
8 ـ صلاة عشر ركعات :
عن الحسن البصري ، عن عائشة أن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) قال : في هذه الليلة يعني ليلة نصف شعبان هبط على جبرئيل ، فقال : يا محمد ، مر امتك إذا كان ليلة نصف شعبان أن يصلي أحدهم عشر ركعات ، يتلو في كل ركعة فاتحة الكتاب و ( قل هو الله أحد ) عشر مرات ، ثم يسجد و يقول في سجوده : اللهم سجد لك سوادي و خيالي و بياضي ، يا عظيم كل عظيم ، اغفر لي ذنبي العظيم ، فانه لا يغفره غيرك ، فانه من فعل ذلك محا الله عنه اثنتين و سبعين ألف سيئة ، و كتب له من الحسنات مثلها ، و محى الله عن والديه سبعين ألف سيئة [43] .
9 ـ صلاة عشر ركعات :
و في رواية عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : قالت عائشة في آخر حديث طويل في ليلة النصف أن رسول الله صلى الله عليه و آله ، قال : في هذه الليلة هبط علي ، حبيبي جبرئيل عليه السلام فقال لي يا محمد مر أمتك إذا كان ليلة النصف من شعبان أن يصلي أحدهم عشر ركعات في كل ركعة يتلو فاتحة الكتاب و قل هو الله أحد عشر مرات ثم يسجد و يقول : في سجوده : ( اللهم لك سجد سوادي و جناني و بياضي يا عظيم كل عظيم اغفر ذنبي العظيم و انه لا يغفر غيرك يا عظيم ) فإذا فعل ذلك محي الله عز و جل اثنين و سبعين ألف سيئة و كتب له من الحسنات مثلها و محي الله عز و جل عن والديه [44] .
10 ـ صلاة جعفر في ليلة النصف من شعبان :
عن علي بن الحسن بن على بن فضال عن أبيه قال : سالت على بن موسى الرضا عليهما السلام عن ليله النصف من شعبان قال : هي ليلة يعتق الله فيها الرقاب من النار و يغفر فيها الذنوب الكبار قلت : فهل فيها صلاه زيادة على صلاه سائر الليالي فقال : ليس فيها شئ موظف و لكن إن أحببت أن تتطوع فيها بشئ فعليك بصلاة جعفر بن أبي طالب عليه السلام و أكثر فيها من ذكر الله عز و جل و من الاستغفار و الدعاء فإن أبي عليه السلام كان يقول : الدعاء فيها مستجاب قلت له : ان الناس يقولون : انها ليله الصكاك فقال : تلك ليله القدر في شهر رمضان [45] .
أدعية ليلة النصف منشعبان
11 ـ قال السيدابن طاووس في الإقبال :
فصل ( 42 ) فيما نذكره من تسبيح و تحميد و تكبير ، و صلاة ركعتين في ليلة النصف من شعبان روينا ذلك باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي فيما رواه عن أبي يحيى ، عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال : سئل الباقر عليه السلام عن فضل ليلة النصف من شعبان ، فقال : هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر ، فيها يمنح الله العباد فضله ، و يغفر لهم بمنه ، فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها ، فانها ليلة آلى الله عز و جل على نفسه أن لا يرد فيها سائلا ما لم يسأل الله معصية ، و انها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت بازاء ما جعل ليلة القدر لنبينا صلى الله عليه و آله . فاجتهدوا في الدعاء و الثناء على الله تعالى ، فانه من سبح الله تعالى فيها مائة مرة و حمده مائة مرة و كبره مائة مرة ( و هلله مائة مرة ) [46] ، غفر الله له ما سلف من معاصيه ، و قضى له حوائج الدنيا و الاخرة ، ما التمسه و ما علم حاجته إليه و ان لم يلتمسه منه تفضلا على عباده . قال أبو يحيى : فقلت لسيدنا الصادق عليه السلام : و أي شئ أفضل الأدعية ؟ فقال : إذا أنت صليت العشاء الآخرة فصل ركعتين تقرء في الأولى الحمد و سورة الجحد ، و هي ( قل يا ايها الكافرون ) ، و اقرأ في الركعة الثانية الحمد و سورة التوحيد ، و هي ( قل هو الله أحد ) ، فإذا أنت سلمت قلت : سبحان الله ـ ثلاثا و ثلاثين مرة ، و الحمد لله ـ ثلاثا و ثلاثين مرة ، و الله أكبر ـ أربعا و ثلاثين مرة ، ثم قل : يا من إليه يلجأ [47] العباد في المهمات ، و إليه يفزع الخلق في الملمات ، يا عالم الجهر و الخفيات ، يا من لا يخفى عليه خواطر الأوهام ، و تصرف الخطرات ، يا رب الخلائق و البريات ، يا من بيده ملكوت الأرضين و السماوات . أنت الله لا إله إلا أنت أمت إليك بلا إله إلا أنت ، فيا لا إله إلا أنت اجعلني في هذه الليلة ممن نظرت إليه فرحمته ، و سمعت دعاءه فأجبته ، و علمت استقالته فأقلته ، و تجاوزت عن سالف خطيئته و عظيم جريرته ، فقد استجرت بك من ذنوبي ، و لجأت إليك في ستر عيوبي . اللهم فجد علي بكرمك و فضلك ، و احطط خطاياي بحلمك و عفوك ، و تغمدني في هذه الليلة بسابغ كرامتك ، و اجعلني فيها من أوليائك الذين اجتبيتهم لطاعتك ، و اخترتهم لعبادتك ، و جعلتهم خالصتك و صفوتك . اللهم اجعلني ممن سعد جده [48] ، و توفر من الخيرات حظه ، و اجعلني ممن سلم فنعم ، و فاز فغنم ، و اكفني شر ما أسلفت ، و اعصمني من الازدياد في معصيتك ، و حبب إلي طاعتك و ما يقربني منك [49] و يزلفني عندك . سيدي إليك يلجأ الهارب ، و منك يلتمس الطالب ، و على كرمك يعول المستقيل التائب ، أدبت عبادك بالتكرم و أنت أكرم الأكرمين ، و أمرت بالعفو عبادك و أنت الغفور الرحيم . اللهم فلا تحرمني ما رجوت من كرمك ، و لا تؤيسني من سابغ نعمك ، و لا تخيبني من جزيل قسمك في هذه الليلة لأهل طاعتك ، و اجعلني في جنة من شرار خلقك [50] ، رب إن لم أكن من أهل ذلك فأنت أهل الكرم و العفو و المغفرة ، جد علي بما أنت أهله لا بما أستحقه ، فقد حسن ظني بك ، و تحقق رجائي لك ، و علقت نفسي بكرمك و أنت أرحم الراحمين ، و أكرم الأكرمين . اللهم و اخصصني من كرمك بجزيل قسمك ، و أعوذ بعفوك من عقوبتك ، و اغفر لي الذنب الذي يحبس عني الخلق و يضيق علي الرزق حتى أقوم بصالح رضاك و أنعم بجزيل عطائك [51] ، و أسعد بسابغ نعمائك . فقد لذت بحرمك ، و تعرضت لكرمك ، و استعذت بعفوك من عقوبتك و بحلمك من غضبك ، فجد بما سألتك و أنل ما التمست منك ، أسألك بك لا بشئ هو أعظم منك . ثم تسجد و تقول عشرين مرة : يا رب يا الله ـ سبع مرات لا حول و لا قوة إلا بالله ـ سبع مرات ، ما شاء الله ـ عشر مرات [52] لا قوة إلا بالله ـ عشر مرات ، ثم تصلي على النبي صلى الله عليه و آله و تسأل الله حاجتك ، فو الله بها بعدد القطر لبلغك الله عز و جل إياها بكرمه و فضله [53] .
12 ـ رواية أخرى :
في هذه السجدة بعد هذا الدعاء رواها محمد بن علي الطرازي في كتابه فقال : ثم تسجد و تقول عشرين مرة : يا رب يا رب صل على محمد و آل محمد [54] ـ سبع مرات ، لا حول و لا قوة إلا بالله ـ سبع مرات ، ما شاء الله ـ عشر مرات ، لا قوة إلا بالله ـ عشر مرات ، ثم تصلي على رسول الله [55] صلى الله عليه و آله و أهل بيته ما بدا لك ، ثم تصلي بعد هذه الصلاة و قبل صلاة الليل الأربع ركعات بألف مرة ( قل هو الله احد )
13 ـ روايةأخرى :
في هذه السجدة بعد هذا الدعاء من كتاب محمد بن علي الطرازي : و روى محمد بن علي الطرازي في كتابه أن مولانا الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام صلى هذه الصلاة ليلة النصف من شعبان ، و دعا بدعاء يا من إليه يلجأ العباد في المهمات ـ إلى آخره ، ثم سجد فقال في سجوده : يا رب ـ عشرين مرة ، يا الله ـ سبع مرات ، يا رب محمد ـ سبع مرات ، لا حول ولا قوة إلا بالله ـ عشر مرات [56][57] .
14 ـ دعاء آخر مهم :
قال السيد ابن طاووس : و مما ذكره جدي أبو جعفر الطوسي بعد السجدة التي رويناها عنه ما هذا لفظه
و تقول : إلهي تعرض لك في هذا الليل المتعرضون ، و قصدك فيه القاصدون ، و أمل فضلك و معروفك الطالبون ، و لك في هذا الليل نفحات و جوائز و عطايا و مواهب ، تمن بها على من تشاء من عبادك ، و تمنعها من لم تسبق له العناية منك ، و ها أنا ذا عبدك الفقير إليك ، المؤمل فضلك و معروفك . فان كنت يا مولاي تفضلت في هذه الليلة على أحد من خلقك و عدت عليه بعائدة من عطفك ، فصل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الخيرين الفاضلين ، و جد علي بطولك و معروفك يا رب العالمين ، و صلى الله على محمد خاتم النبيين و آله الطاهرين و سلم تسليما ان الله حميد مجيد ، اللهم إني ادعوك كما أمرت فاستجب لي كما وعدت انك لا تخلف الميعاد [58] .
قال السيد ابن طاووس : و كان رسول الله صلى الله عليه و آله يدعو فيها فيقول :
15 ـ اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا و بين معصيتك ، و من طاعتك ما تبلغنا به رضوانك [59] ، و من اليقين ما يهون علينا به مصيبات الدنيا ، اللهم متعنا بأسماعنا و أبصارنا و قوتنا ما احييتنا ، و اجعله الوارث منا . و اجعل ثارنا على من ظلمنا ، و انصرنا على منا عادانا ، و لا تجعل مصيبتنا في ديننا ، و لا تجعل الدنيا أكبر همنا و لا مبلغ علمنا ، و لا تسلط علينا من لا يرحمنا ، برحمتك يا أرحم الراحمين [60] .
16 ـ دعاء للإمام الحجة :
الدعاء و القسم على الله جل جلاله بهذا المولود العظيم المكان ليلة النصف من شعبان و هو : اللهم بحق ليلتنا هذه و مولودها ، و حجتك و موعدها ، التي قرنت الى فضلها فضلا ، فتمت كلمتك صدقا و عدلا ، لا مبدل لكلماتك و لا معقب لآياتك ، نورك المتألق و ضياؤك المشرق ، و العلم النور في طخياء [61] الديجور ، الغائب المستور ، جل مولده و كرم محتده [62] ، و الملائكة شهده [63] ، و الله ناصره و مؤيده إذا آن ميعاده و الملائكة امداده . سيف الله الذي لا ينبو [64] ، و نوره الذي لا يخبو [65] ، و ذو الحلم الذي لا يصبو [66] ، مدار الدهر و نواميس العصر و ولاة الأمر و المنزل عليهم ما ينزل [67] في ليلة القدر و أصحاب الحشر و النشر ، و تراجمه وحيه و ولاة أمره و نهيه . اللهم فصل على خاتمهم و قائمهم ، المستور عن عوالمهم [68] ، و ادرك بنا أيامه و ظهوره و قيامه ، و اجعلنا من أنصاره ، و اقرن ثأرنا بثأره ، و اكتبنا في اعوانه و خلصائه ، و احينا في دولته ناعمين و بصحبته غانمين ، و بحقه قائمين ، و من السوء سالمين يا ارحم الراحمين . و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على محمد خاتم النبيين و المرسلين و على أهل بيته الصادقين و عشرته الناطقين ، و العن جميع الظالمين ، و احكم بيننا و بينهم يا احكم الحاكمين [69] .
17 ـ دعاء :
و ذكر الطرازي بعد هذه الصلاة و الدعاء ، فقال ما هذا لفظه : و مما يدعى به في هذه الليلة :
اللهم أنت الحي القيوم العلي العظيم ، الخالق البارئ ، المحيي المميت البدئ البديع ، لك الكرم و لك الفضل ، و لك الحمد و لك المن ، و لك الجود و لك الكرم ، و لك الأمر وحدك لا شريك لك ، يا واحد يا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد . اللهم صل على محمد و آل محمد ، و اغفر لي و ارحمني ، و اكفني ما أهمني ، و اقض ديني و وسع علي رزقي [70] ، فانك في هذه الليلة كل أمر تفرق و من تشاء من خلقك ترزق ، فارزقني و أنت خير الرازقين . فانك قلت و أنت خير القائلين الناطقين : ﴿ ... وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ ... ﴾ [71] ، فمن فضلك أسأل ، و إياك قصدت ، و ابن نبيك اعتمدت ، و لك رجوت ، يا أرحم الراحمين [72] .
18 ـ قال السيد ابن طاووس :
فصل ( 43 ) فيما نذكره من صلاة أربع ركعات أخرى في ليلة النصف من شعبان وجدناها في كتاب الطرازي فقال ما هذا لفظه : صلاة أخرى في ليلة النصف من شعبان : أربع ركعات تقرء في كل ركعة الحمد و سورة الإخلاص خمسين مرة ، و إن شئت قرأتها مائتين و خمسين مرة ، فإذا سلمت فقل : اللهم إني إليك فقير و من عذابك خائف و بك مستجير ، رب لا تبدل اسمي ، رب لا تغير جسمي ، و لا تجهد بلائي و لا تشمت بي أعدائي ، اللهم إني أعوذ بعفوك من عقوبتك ، و أعوذ برضاك من سخطك ، و أعوذ برحمتك من عذابك . و أعوذ بك منك لا إله إلا أنت ، جل ثناؤك لا احصي مدحتك و لا الثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك و فوق ما يقول القائلون ، أن تصلي على محمد و آل محمد ، و افعل بي كذا و كذا .
و روينا هذه الأربع ركعات و هذا الدعاء بإسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي [73] ، و اقتصر في قراءة كل ركعة منها بالحمد مرة و ( قل هو الله احد ) مائتين و خمسين مرة ، ولم يذكر التخيير .
19ـ قال السيدابن طاووس :
فصل ( 44 ) فيما نذكره من فضل ليلة النصف من شعبان من أمر عظيم وصلاة مائة ركعة و ذكر كريم وجدنا ذلك في كتب العبادات و ضمان فاتح أبواب الرحمات ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله : كنت نائما ليلة النصف من شعبان ، فأتاني جبرئيل عليه السلام فقال : يا محمد أتنام في هذه الليلة ؟ فقلت : يا جبرئيل و ما هذه الليلة ؟ قال : هي ليلة النصف من شعبان ، قم يا محمد . فأقامني ثم ذهب بي إلى البقيع ثم قال لي [74] : ارفع رأسك فان هذه الليلة تفتح فيها أبواب السماء ، فيفتح فيها أبواب الرحمة ، و باب الرضوان ، و باب المغفرة ، و باب الفضل ، و باب التوبة ، و باب النعمة ، و باب الجود ، و باب الإحسان ، يعتق الله فيها بعدد شعور النعم و أصوافها ، و يثبت الله فيها الآجال ، و يقسم فيها الأرزاق من السنة إلى السنة ، و ينزل ما يحدث في السنة كلها . يا محمد من أحياها بتسبيح و تهليل و تكبير و دعاء و صلاة و قراءة و تطوع و استغفار كانت الجنة له منزلا و مقيلا ، و غفر الله لهما تقدم من ذنبه و ما تأخر . يا محمد من صلى فيها مائة ركعة يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و ( قل هو الله أحد ) عشر مرات ، فإذا فرغ من الصلاة قرأ آية الكرسي عشر مرات و فاتحة الكتاب عشرا و سبح الله مائة مرة ، غفر الله له مائة كبيرة موبقة موجبة للنار ، و أعطى بكل سورة و تسبيحة قصرا في الجنة ، و شفعه الله في مائة من أهل بيته ، و شركه في ثواب الشهداء و أعطاه ما يعطي صائمي هذا الشهر و قائمي هذه الليلة ، من غير أن ينقص من أجورهم شيئا . فأحيها يا محمد ، و أمر أمتك بأحيائها و التقرب إلى الله تعالى بالعمل فيها فانها ليلة شريفة ، لقد [75] أتيتك يا محمد و ما في السماء ملك إلا و قد صف قدميه في هذه الليلة بين يدي الله تعالى ، قال : فهم بين راكع و قائم و ساجد و داع و مكبر و مستغفر و مسبح . يا محمد إن الله تعالى يطلع في هذه الليلة فيغفر لكل مؤمن قائم يصلي و قاعد يسبح و راكع و ساجد و ذاكر ، و هي ليلة لا يدعو فيها داع إلا استجيب له ، و لا سائل إلا اعطي ، و لا مستغفر إلا غفر له و لا تائب إلا يتوب عليه ، من حرم خيرها يا محمد فقد حرم [76] .
سجدات ليلة النصف منشعبان
قال السيد ابن طاووس في الإقبال : فصل ( 47 ) فيما نذكره من رواية سجدات و دعوات عن الصادق عليه السلام ليلة النصف من شعبان رويناها باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي فيما رواه عن حماد بن عيسى عن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : لما كان ليلة النصف من شعبان كان رسول الله صلى الله عليه و آله عند بعض نسائه . و روى الزمخشري في كتاب الفائق أن ام سلمة قال : تبعت النبي صلى الله عليه و آله فوجدته قد قصد البقيع ثم رجعت وعاد ، فوجد فيها اثر السرعة في عودها ، ولم يذكر الدعوات . ثم قال الطوسي في رواية الصادق عليه السلام : فلما انتصف الليل قام رسول الله صلى الله عليه و آله عن فراشها ، فلما انتبهت وجدت رسول الله صلى الله عليه و آله قد قام عن فراشها ، فدخلها ما يتداخل النساء و ظنت أنه قد قام إلى بعض نسائه ، فقامت [77] و تلفقت بشملتها [78] ، و أيم الله ما كان قزا و لا كتانا و لا قطنا و لكن كان سداه شعرا و لحمته أو بار الابل ، فقامت تطلب رسول الله صلى الله عليه و آله في حجر نسائه حجرة حجرة ، فبينا هي كذلك أذ نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه و آله ساجدا كثوب متلبط [79] بوجه الأرض ، فدنت منه قريبا فسمعته في سجوده و هو يقول:
20 ـ سجد لك سوادي و خيالي ، و آمن بك فؤادي ، هذه يداي و ما جنيته على نفسي ، يا عظيم يرجى لكل عظيم ، اغفر لي العظيم ، فانه لا يغفر الذنب العظيم إلا الرب العظيم . ثم رفع رأسه ثم عاد ساجدا فسمعته يقول : أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له السماوات و الأرضون ، و انكشفت له الظلمات ، و صلح عليه أمر الأولين و الآخرين من فجأة نقمتك ، و من تحويل عافيتك ، و من زوال نعمتك ، اللهم ارزقني قلبا تقيا نقيا ، و من الشرك بريئا ، لا كافرا و لا شقيا .
ثم عفر خديه في التراب فقال :
21 ـ عفرت وجهي في التراب ، و حق لي أن أسجد لك .
فلما هم رسول الله صلى الله عليه و آله بالانصراف هرولت إلى فراشها ، فأتى رسول الله صلى الله عليه و آله فراشها و إذا لها نفس عال ، فقال لها رسول الله : ما هذا النفس العالي أما تعلمين أي ليلة هذه ؟ هذه ليلة النصف من شعبان ، فيها تقسم الأرزاق ، و فيها تكتب الآجال ، و فيها يكتب وفد الحاج ، و إن الله ليغفر في هذه الليلة من خلقه أكثر من عدد شعر معزي كلب [80] و ينزل الله تعالى ملائكته من السماء إلى الأرض بمكة [81] .
فصل ( 48 ) فيما نذكره من رواية اخرى بسجدات و دعوات عن النبي صلى الله عليه و آله ليلة النصف من شعبان رويناها بإسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي رحمة الله عليه رواها عن بعض نساء النبي صلى الله عليه و آله قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و آله في ليلة التي كان عندي فيها فانسل من لحافي ، فانتبهت فدخلني ما يدخل النساء من الغيرة ، فظننت أنه في بعض حجر نسائه ، فإذا أنا به كالثوب الساقط على وجه الأرض ساجدا على أطراف أصابع قدميه ، و هو يقول :
22 ـ أصبحت إليك فقيرا خائفا مستجيرا ، فلا تبدل اسمي ، و لا تغير جسمي ، و لا تجهد بلائي ، و اغفر لي .
ثم رفع رأسه و سجد الثانية فسمعته يقول :
23 ـ سجد لك سوادي و خيالي و امن بك فؤادي ، هذه يداي بما جنيت على نفسي ، يا عظيم ترجى لكل عظيم ، اغفر لي ذنبي العظيم ، فانه لا يغفر العظيم إلا العظيم .
ثم رفع رأسه و سجد الثالثة فسمعته يقول :
24 ـ أعوذ بعفوك من عقابك ، و أعوذ برضاك من سخطك ، و أعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، و أعوذ بك منك ، أنت كما أثنيت على نفسك و فوق ما يقول القائلون.
ثم رفع رأسه و سجد الرابعة فقال :
25 ـ اللهم إني أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات و الأرض ، و قشعت به الظلمات ، و صلح به أمر الأولين و الآخرين أن يحل علي غضبك ، أو ينزل علي سخطك ، أعوذ بك من زوال نعمتك ، و فجاءة نقمتك ، و تحويل عافيتك ، و جميع سخطك ، لك العتبى فيما استطعت و لا حول ولا قوة إلا بك .
قالت : فلما رأيت ذلك منه تركته و انصرفت نحو المنزل ، فأخذني نفس عال ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه و آله اتبعني فقال : ما هذا النفس العالي ؟ قالت : قلت : كنت عندك يا رسول الله ، فقال : أتدرين أي ليلة هذه ؟ هذه ليلة النصف من شعبان ، فيها تنسخ الأعمال و تقسم الأرزاق ، و تكتب الآجال ، و يغفر الله تعالى إلا المشرك أو مشاحن [82] أو قاطع رحم ، أو مدمن مسكر أو مصر على ذنب أو شاعر أو كاهن [83] .
26ـ دعاء كميل بن زياد :
قال السيد ابن طاووس : وجدت في رواية أخرى ما هذا لفظها : قال كميل بن زياد : كنت جالسا مع مولاي أمير المؤمنين عليه السلام في مسجد البصرة و معه جماعة من أصحابه فقال بعضهم : ما معنى قول الله عز و جل : ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍحَكِيمٍ ﴾ [84] ؟ قال عليه السلام : ليلة النصف من شعبان ، و الذي نفس علي بيده انه ما من عبد إلا و جميع ما يجري عليه من خير و شر مقسوم له في ليلة النصف من شعبان إلى آخر السنة في مثل تلك الليلة المقبلة ، و ما من عبد يحييها و يدعو بدعاء الخضر عليه السلام إلا أجيب له [85] .
في كربلاء
سالم بن عبد الرحمن ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : من بات ليلة النصف من شعبان بأرض كربلاء فقرأ ألف مرة : ( قل هو الله احد ) ، و يستغفر الله الف مرة ، و يحمد الله ألف مرة ، ثم يقوم فيصلي أربع ركعات ، يقرأ في كل ركعة ألف مرة آية الكرسي وكل الله تعالى به ملكين يحفظانه من كل سوء ، و من شر كل شيطان و سلطان ، و يكتبان له حسناته و لا تكتب عليه سيئة ، و يستغفران له ماداما [86] معه [87] .
و قال ابن قولويه : حدثني جعفر بن محمد بن عبيد الله بن موسى ، عن عبيد الله بن نهيك ، عن ابن أبي عمير ، عن زيد الشحام ، عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، قال : من زار قبر الحسين ( عليه السلام ) ليلة النصف من شعبان غفر الله له ما تقدم من ذنوبه و ما تأخر ، و من زاره يوم عرفة كتب الله له ثواب ألف حجة متقبلة و ألف عمرة مبرورة ، و من زاره يوم عاشوراء فكأنما زار الله فوق عرشه [88] .
و قال ابن قولويه : حدثني جماعة مشايخي ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن الحسين ابن ابي سارة [89] المدائني ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن ابي عمير ، عن عبد الرحمان بن الحجاج أو غيره و اسمه الحسين ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : من زار قبر الحسين ( عليه السلام ) ليلة من ثلاث غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ، قال : قلت : اي الليالي جعلت فداك ، قال : ليلة الفطر أو ليلة الاضحى أو ليلة النصف من شعبان [90] .
و قال ابن قولويه : حدثني أبو عبد الله محمد بن احمد بن يعقوب بن اسحاق ابن عمار ، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن محمد بن الوليد ، عن يونس بن يعقوب ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا يونس ليلة النصف من شعبان يغفر الله لكل من زار الحسين ( عليه السلام ) من المؤمنين ما تقدم من ذنوبهم و ما تأخر [91] ، و قيل لهم : استقبلوا العمل ، قال : قلت : هذا كله لمن زار الحسين ( عليه السلام ) في النصف من شعبان ، فقال : يا يونس لو أخبرت الناس بما فيها لمن زار الحسين ( عليه السلام ) لقامت ذكور الرجال على الخشب [92] .
المواساة لأهل البيت
فقد جاء في رواية أن الإمام عليه السلام يسأل بعض أصحابه :
( قال : بلغني أن قوما يأتونه من نواحي الكوفة و ناسا من غيرهم ، و نساء يندبنه ، و ذلك في النصف من شعبان ، فمن بين قارئ يقرأ ، و قاص يقص ، و نادب يندب ، و قائل يقول المراثي ، فقلت له : نعم جعلت فداك قد شهدت بعض ما تصف ، فقال : الحمد لله الذي جعل في الناس من يفد الينا و يمدحنا و يرثي لنا ، و جعل عدونا من يطعن عليهم من قرابتنا و غيرهم يهدرونهم و يقبحون ما يصنعون [93] .
عرض الأعمال
عن محمد الحلبي عن ابى عبد الله عليه السلام قال إن الأعمال تعرض على في كل خميس فإذا كان الهلال اكملت [94] فإذا كان النصف من شعبان عرضت على رسول الله صلى الله عليه و آله و على على ثم ينسخ في الذكر الحكيم [95] .
كراهة الجماع
يا علي : لا تجامع أهلك في النصف من شعبان فإنه إن قضي بينكما ولد يكون مشؤما ذا شأمة في وجهه [96] .
حياة القلوب
عن ابن كردوس عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله من أحيى ليلة العيد و ليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب [97] .
و عن رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : من صلى ليلة النصف من شعبان مائة ركعة بألف مرة ( قل هو الله أحد ) لم يمت قلبه يوم تموت القلوب ، الحديث و فيه ثواب عظيم [98] .
ولادة الإمام المنتظر
قال السيد ابن طاووس في الإقبال : فصل ( 49 ) فيما نذكره من ولادة مولانا المهدي عليه السلام في ليلة النصف من شعبان و ما يفتح الله جل جلاله علينا من تعظيمها بالقلب و القلم و اللسان اعلم اننا ذكرنا في كتاب التعريف للمولد الشريف تفصيل هذه الولادة الشريفة ، و روينا ما يتعلق بها في فصول لطيفة ، فذكرنا فصلا في كشف شراء والدته عليها أفضل التحيات . و فصلا في حديث الولادة و القابلة ومن ساعدها من نساء الجيران ، و من هاهنا نساء من الدار ، بولدها العظيم الشأن عليه أفضل الصلوات . و فصلا في حديث عرض مولانا الامام الحسن العسكري لولده المهدي صلوات الله عليهما بعد الولادة بثلاثة ايام على من يثق به من خاصته الصالحين لحفظ أسرار الاسلام . و فصلا فيمن بشر هاهنا صلوات الله عليه بولادة المهدي عليه السلام . و فصلا بذكر العقيقة الجسيمة عن تلك الولادة العظيمة خبزا و لحما . و فصلا فيمن اهدى إليه مولانا الحسن العسكري رأسا من جملة الغنم المتقرب بذبحها ، لأجل عقيقة الولادة التي شهد المعقول و المنقول بمدحها . و فصلا في حديث إقامة الحسن العسكري عليه السلام وكيلا في حياته يكون في خدمة مولانا المهدي عليه السلام بعد انتقال والده إلى الله جل جلاله و وفاته . و أوضحنا تحقيق هذه الأحوال لم أعرف ان احدا سبقنا الى كشفها كما رتبناه من صدق المقال .
فصل ( 50 ) فيما نذكره [ في بشارة ا